بيروت: شغلت قضية الحرب على إيران والدور التركي في المنطقة حيّزاً في بعض الوثائق التي نشرها امس موقع «ويكيليكس» والتي تضمنت نقاشات بين عدد من العاملين في «ستراتفور» حول معلومات حصلت عليها مصادرهم الخاصة. في التالي وثيقتين تنشرهما «السفير» نقلاً عن الموقع.

يكشف جورج فريدمان بعد حديث أجراه مع وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كسينجر أن الأخير يعتقد أن إسرائيل تعيش حالة هلع وبالتالي ستشن الهجوم على إيران. وينقل فريدمان ما دار في لقاء بين كسينجر وأردوغان حيث أفصح الأخير للمسؤول الأميركي عن نيته قطع العلاقات مع إسرائيل وتوجيه سياسته نحو العالم الإسلامي سعياً منه لتولي موقع القيادة. في وقت يعتبر كسينجر أن الأزمة الحقيقية تتمثل في إيران، ولاحقاً في روسيا.

ويستنتج فريدمان، في رسالته التي تعود للعام 2010، أن إيران تخرج عن السيطرة نتيجة الأزمة الأساسية التي تعانيها الولايات المتحدة والدول الأوروبية والصين، باستثناء روسيا، وهي أزمة النخبة وعلاقاتها بالعامة، علماً أن روسيا هي الوحيدة التي تأخذ قرارات حاسمة.

وفي جوابه على ما ورد في رسالة فريدمان، يوضح مدير ملف الشرق الأوسط وجنوب آسيا في «ستراتفور» كمران بخاري أن مصادره العديدة تعتقد أن إيران تحضّر للحرب، ما سيجعل النظام الإيراني في وضع أقوى، مضيفا أن «الضربة على إيران من شأنها أن تصعّب الموقف التركي، إذ ستكون أنقرة مجبرة على أن تأخذ موقفاً رافضاً للحرب، ما سيخلق مشاكل للولايات المتحدة». ويشير كمران بخارى إلى أن هذه الأزمة «قد تكون بمثابة اختبار لتركيا ولتطلعها نحو سياسة خارجية مستقلة».

أما مديرة الأبحاث والخبيرة الأمنية في «ستراتفور» ريفا بهالا فتعتقد أن روسيا ستستغل الحرب على إيران للتقرب من تركيا. وتوضح رأيها قائلة «إن تركيا لا تستعمل إيران فقط لقطع علاقاتها بإسرائيل، بل يجب أخذ موقف الشعب التركي من حرب غزة بالاعتبار». وتلفت بهالا إلى أن تركيا على علاقة قوية مع روسيا ولكن ذلك لا يعني أن العلاقة ستتطور أكثر، بل ستحافظ تركيا على علاقات جيدة مع روسيا ولكنها تسعى إلى أن تبرهن أنها قادرة على العمل بمفردها.

وفي إحدى الرسائل المقرصنة، التي يعود تاريخها إلى تشرين الثاني 2011، يناقش العاملون في «ستراتفور» معلومات حصلوا عليها من أحد مصادرهم وهي أن فرق إنزال اسرائيلية، بالتعاون مع المقاتلين الأكراد، استطاعوا تدمير بنى تحتية لمنشآت نووية ايرانية.

السفير