نتنياهو يأمر وزراءه بالصمت
القدس: أمر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وزراء حكومته بعدم إطلاق أية تصريحات تتعلق بالمسألة الإيرانية من دون التنسيق المسبق معه. ويأتي هذا الموقف بعد أن أثارت تصريحات الوزراء الإسرائيليين قلقاً ومخاوف في العاصمة الأميركية وبعد أن اعتبرها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز نفسه دعوة للحرب. ومع ذلك فإن هذه ليست المرة الأولى التي يطلب فيها نتنياهو من وزرائه مثل هذا الطلب.
وبحسب ما نشرت الصحف الإسرائيلية فإن ديوان نتنياهو أرسل إلى هواتف الوزراء رسالة نصية جاء فيها: «نطلب العودة إلى تعليمات رئيس الحكومة بالامتناع عن إعطاء مقابلات لوسائل الإعلام بشأن إيران». وأضافت الرسالة أنه «في حالات استثنائية الرجاء التأكيد على أن ينسق الوزراء الأمر بشكل شخصي مع رئيس الحكومة».
وفي أعقاب ما نشر حول ما سيقوله الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز للرئيس الأميركي باراك أوباما في لقائهما يوم الرابع من آذار المقبل، ومعارضته للهجوم على إيران، أعلن شخصياً أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. وقال في خطاب أمام مؤتمر للمنظمات اليهودية الأميركية يعقد في القدس المحتلة، «أننا نقول إن كل الخيارات موضوعة على الطاولة، ونحن نقصد ذلك»، فصفق الحضور له. وقال بيريز «مؤخراً بتنا شهود عيان على قدرة الرئيس أوباما على قيادة ائتلاف دولي بالتعاون مع أوروبا ودول أخرى ضد إيران. وعندي تقدير لذلك وأنا أعلم جيداً أن هؤلاء الزعماء يشتركون معنا في الرؤية بوجوب زيادة العقوبات الاقتصادية وبالتوازي المحافظة على كل الخيارات مفتوحة».
وبدا جلياً أن بيريز لم ينف بشكل مباشر ما نشرته «هآرتس» عن موقفه، لكنه ربما عبر هذا التصريح العلني يزيح عن نفسه اختلافاً مع الحكومة. فقد سبق للحكومة الإسرائيلية أن احتجت أمام الأميركيين على تصريحات حذرت من الهجوم العسكري على إيران وعواقبه على العالم.
وترى صحف إسرائيلية أن التشديد على تعليمات الكف عن تناول الشأن الإيراني لها صلة هذه المرة بزيارة نتنياهو الوشيكة لواشنطن واجتماعه مع الرئيس أوباما في الخامس من آذار المقبل. ويعتقد كثيرون أن هذه الزيارة ستكون حاسمة للخلاف بين الدولتين حول المسألة الإيرانية. وتساءلت «يديعوت أحرنوت» عما إذا كان الصمت الذي يطالب به نتنياهو هو «هدوء ما قبل العاصفة» . وأشارت «يديعوت» إلى أن رسالة ديوان نتنياهو للوزراء أوضحت أن التصريحات الكثيرة من جانب شخصيات عامة رفيعة المستوى حول الشأن الإيراني كانت بالغة الخطر ولذلك يجب أن تتوقف بشكل فوري. وأنه شدد على أنه «لا ينبغي تقديم المزيد من المعلومات بهذا الخصوص».
وأوضحت «يديعوت» أنه جرت في الأيام الأخيرة مداولات مكثفة بين البيت الأبيض ورئاسة الحكومة الإسرائيلية حول البيان المشترك الإسرائيلي الأميركي بشأن إيران. ويبدي نتنياهو اهتماماً بأن يتضمن البيان دعوة لتشديد العقوبات على إيران. وقد أبلغ نتنياهو مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون، في لقائهما قبل أيام بهذه الرغبة. ويبدو أن واشنطن تشترط الموافقة على هذا الإعلان بقبول نتنياهو الموقف الأميركي بتأجيل اللجوء للضربة العسكرية. فالأميركيون يريدون أن يحقق اللقاء مع نتنياهو هدفاً واحداً ووحيداً: ضمان أن لا تهاجم إسرائيل إيران عسكرياً في الفترة القريبة المقبلة.
وكانت صحيفة «لو كانار أنشينيه» الفرنسية قد نشرت تقريرا أمس الأول أفاد بتقديرات القصر الرئاسي الفرنسي أن الرئيس الأميركي لم يفلح في مساعيه لمنع إسرائيل من مهاجمة إيران. وأشارت إلى مصادر استخبارية عسكرية فرنسية تقول إن روسيا سلمت مؤخراً إيران منظومات دفاع جوي شملت طائرات «ميغ» وصواريخ مضادة للطائرات.
السفير