البطل: الشكيل!

182823_10150090280381819_103552476818_6360053_6720450_n

تعلمت شيئاً "شيكلياً" من رمزي، معلم المقهى. هو يبرم قطعة الـ 10 شيكل على البلاط، ويعرف أنها أصلية من دورانها أم مزورة.

ليس لهذا، ستبدل إسرائيل تصميم هذه القطعة المعدنية، وكلفتها-كما يقال-خمسة أضعاف قيمتها؛ بل لأن فرخ النسر في العملات العالمية قابلة التداول، صار نسراً، منذ قام بنيامين نتنياهو بتحريره في ولايته الأولى، وجعله عملة قابلة للتحويل.

إسرائيل دولة، سواء أكانت "يهودية وديمقراطية" أم مجرد دولة بين الدول، لكن هذا الشيكل (الشاقل. الشيقل. التيقل) الذي هو في حجم زر القميص او جيب البنطلون، سيغير اسمه "الجديد" ويعود الى اسمه القديم. بدلاً من "شيكل جديد" سيتم حذف كلمة "جديد".

سبق لليهود، وهم أرباب مال وأرباب مهنة المحاماة أيضاً، أن حذفوا صفراً من عملتهم الأولى، الليرة الإسرائيلية، التي أخذت، مع الدينار الأردني، قيمة صرف الجنيه الفلسطيني.

التضخم النقدي كان مثل فك التمساح، ويريدونه، الآن، مثل منقار العصفور. هكذا، استبدلوا الليرة بالشيكل (القديم) مدة ثماني سنوات (1978-1985).. ولكن، فك تمساح التضخم جعل الدولار الأميركي الأخضر يعادل مئات الشواكل.

حذف أرباب المال اليهودي ثلاثة أصفار من الشيكل، وأصدروا طبعة جديدة سميت الشيكل الجديد (حداش)، الذي استقر، نسبياً وأخيراً، بعد إصلاحات نتنياهو التي لم يجرؤ عليها وزير المالية النطاسي سيمحا ارليخ.

الإصلاح النقدي يسير على قدمي حذف الاصفار، وإصدار عملات نقدية أو ورقية جديدة، مثل عملة الشيكلين وكذلك ورقة الـ 200 شيكل.. والآن، قد يصدرون طبعة جديد من قطعة الـ 10 شيكل تكون أصعب على التزوير.. وأرخص في سكها.

زمان، في سوري مثلا، كان هناك القرش، ثم نصف-فرنك، وربع ليرة، ونصف ليرة.. وليرة. الآن، بالكاد يتعاملون مع قطعة خمس ليرات؛ وفي لبنان كانت الليرة-ليرة، وكل 2,5 ليرة تعادل دولاراً.. ثم جاء التضخم النقدي بعد الحرب الأهلية. يقول اللبنانيون: ليرة، وهم يعنون مائة ليرة قديمة، وكان سعر الجريدة زهيداً، فصار سعرها مئات الليرات، بما يذكر بسعر "الدراخما" اليونانية، قبل زمن "اليورو" وسعر الليرة التركية، ولعلهم حذفوا أصفاراً على يمينها (كان عزام باشا، أول أمين عام للجامعة العربية، يقول أنها جامعة أصفار.. على اليسار، أي بلا قيمة فعلية).

الدولار له فكات تصل الى العملة الأصغر، السنت، وكذلك لليورو، لكن العملة الإسرائيلية "قليلة الذرية" المعدنية، فهناك "زر القميص" الذي هو "الشيكل" رغم أنه أغلى من الجنيه المصري، ثم الـ 10 أغورا ونصف الشيكل.. لكن الفلسطينيين لا يتعاملون بالأغورات ونصف الشيكل (إلا نادراً جداً) فهم يتعاملون بالشيكل.

أصلاً، عندما أصدروا الشيكل بدلاً من الليرة، قال بيغن أن الشيكل التوراتي هذا لا يميل (شيكل تعني شاقول) ولكنه ترنح وأصدروا الشيكل الجديد.. والآن، يعودون الى الشيكل حاف.

كلفة العودة الى الاسم القديم مقدرة بعشرات ملايين الشواكل، لكن محافظ بنك إسرائيل ستانلي فيشر، يرى أن اقتصاداً بحجم مئات مليارات الشواكل، قادر على تبذير عشرات ملايين الشواكل، ولن تكون الإجراءات الإدارية والمصرفية معقدة مثل إلغاء الليرة، ثم إلغاء الشيكل، ثم إلغاء اسم الشيكل الجديد، لأن تزوير قطعة العشرة شواكل سهل ويبلبل المبادلات النقدية.

أول ما بدأ استيطان اليهود لفلسطين كان في إضافة حرفي (أ.إ) أي أرض اسرائيل الى العملة النقدية الفلسطينية وأجزائها المعدنية.

الآن، استوطنت الليرة والشيكل (القديم والجديد) الأراضي الفلسطينية مثل المستوطنات، وتجني اسرائيل أموالاً كبيرة من التعامل الفلسطيني بعملتها، وكذلك يجني الدينار الأردني، وحتى الدولار منافع من التبادل بهذه العملات.

يتطلع الفلسطينيون الى دولة خاصة بهم، وأيضاً الى بعث "الجنيه الفلسطيني" من سباته.. وهذا عمل يتطلب اقتصاداً يستطيع أن يقف على قدميه.

الناس هنا تكاد لا تنحني لتلتقط عن الأردن نصف شيكل، وحتى شيكل في حجم زر القميص.. وفي الحسبة يقولون: كل أربعة كيلو بندورة بعشرة شواكل.