ما بعد الفيتو: حراك روسي واشمئزاز أمريكي

أتلانتا: قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إنه سيزور دمشق، الثلاثاء، للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، في إعلان تزامن مع فشل مجلس الأمن الدولي، السبت، في تبني مشروع قرار عربي وغربي يتماشى مع مبادرة الجامعة العربية الأخيرة بشان الأزمة السورية بفيتو مزدوج من روسيا والصين، وهو تحرك وصفته أمريكا بأنه مثير لـ"الاشمئزاز."

وأوضح الوزير الروسي، في حديث للصحفيين على هامش مؤتمر الأمن الدولي المنعقد في مدينة ميونيخ الألمانية، إن رئيس هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية، ميخائيل فرادكوف، سيرافقه في الرحلة، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وتقف روسيا بصلابة إلى جانب النظام السوري في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرار يتضمن دعما للخطة السياسية العربية الرامية لإنهاء الأزمة في سوريا سلميا، والتي ترى فيها دمشق تدخلا سافرا في شؤونها.

وجاء الإعلان عن زيارة لافروف تزامناً مع انتكاسة كبيرة للجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الأزمة السورية سلمياً، عقب إحباط روسيا والصين، بفيتو مزدوج، مشروع قرار يدعم دعوة الجامعة العربية للرئيس السوري للتنحي، ويدين الحكومة السورية.

وكانت روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن، والشريك التجاري لسوريا، لمحت إلى أنها ستنقض مشروع القرار، بينما كانت تسعى إلى إدخال تعديلات في وقت متأخر على نصه.

وصوت 13 عضوا في مجلس الأمن، بما في ذلك الدول الدائمة العضوية فرنسا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، لصالح القرار.

وبالمقابل، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن أسفه العميق لعجز المجلس عن التوصل لاتفاق كان سيؤدي إلى نهاية مبكرة للعنف، ووقف قتل المدنين الذي تشهده سوريا منذ عام.

وقال كي مون، في بيان، أنه على الرغم من عدم صدور قرار، فإنه يجب على الأسرة الدولية مضاعفة الجهود من أجل التوصل إلى عملية انتقال سياسية نحو الديمقراطية يقودها السوريون بأنفسهم ووقف أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، التي تقوم بها السلطات السورية، على الفور.

ومن جانبه، اعتبر المندوب البريطاني الدائم بمجلس الأمن الدولي، مارك ليال غرانت، أن الإخفاق في إصدار قرار " يشكل نكسة لمجلس الأمن ومأساة بالنسبة لشعب سوريا."

وأضاف غرانت: "لا نرى أي مبرر لاستخدام حق النقض من قبل روسيا والصين. ناقشنا كل المخاوف التي طرحت على مدى ثمانية أيام من المفاوضات منذ عرض المغرب المشروع يوم الجمعة الماضي."

وتابع: "سنطرح هذه القضية مرة أخرى على مجلس الأمن إذا لم يتوقف النظام السوري عن سفك الدماء وتنفيذ الخطة كما هو مطلوب."

وفي المقابل، صرحت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى مجلس الأمن، سوزان رايس، في كلمة عقب إخفاق المجلس في تمرير القرار، إن بلادها مشمئزة من استمرار بعض أعضاء المجلس بالوقوف إلى جانب نظام الأسد، في إشارة إلى روسيا والصين.

وأضافت: "الولايات المتحدة تشعر بالاشمئزاز، إن عضوين في مجلس الأمن يواصلان منعنا من تحقيق أهدافنا لمعالجة الأزمة العميقة في سوريا وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة"، وفق الأمم المتحدة.

cnn