بن غفير يتهم نتنياهو بالتلكؤ ويدعو لـ"فتح أبواب الجحيم" على غزة

زمن برس، فلسطين: قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، في مؤتمر صحافي عقده اليوم، الإثنين، في الكنيست، إن "حسم حركة حماس هو الهدف الأسمى" لحرب الإبادة على غزة، داعيًا إلى شنّ هجوم واسع يشمل احتلال القطاع بالكامل، ومواصلة وقف إدخال أي مساعدات إنسانية إليه.
وأضاف بن غفير أن "الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، منح إسرائيل قبل أشهر دعمًا لفتح أبواب الجحيم على حماس"، معتبرًا أن الحكومة الإسرائيلية تتلكأ في تنفيذ هذا المسار، معتبرا أن تصعيد الحرب هي "الطريقة الوحيدة" لإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وشدد بن غفير على ضرورة الامتناع عن "تقديم تنازلات تهدد أمن إسرائيل مستقبلاً"، واعتبر الوزير المتطرف أن "السبيل إلى ذلك يعتمد على رافعتين أساسيتين: القتال بقوة هائلة، وفرض حصار مطلق على قطاع غزة"، بحسب تعبيره.
وأضاف أن "الكابينيت صادق الأسبوع الماضي على تجنيد عشرات آلاف جنود الاحتياط"، مشددا على ضرورة "الذهاب حتى النهاية، وننفذ ما هو مطلوب منا، وندمر حماس"، زاعما أن نسبة الاستجابة إلى أوامر الاستدعاء في صفوف قوات الاحتياط بلغت 102%.
وتوجّه بن غفير إلى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قائلا: "لا يمكننا التوقف. الرئيس ترامب منحنا دعمًا قبل أشهر لفتح أبواب الجحيم على حماس، لكننا نتلكأ. يجب أن نتوقف عن التردد، وننطلق نحو هجوم الحسم، نحتل كامل أراضي القطاع، ونشجع هجرة الغزيين إلى أنحاء العالم".
وقال: "قدمت أمس إلى الكابينيت رأيًا قانونيًا يفيد بأنه لا توجد على إسرائيل أي التزامات بموجب القانون الدولي لإدخال المساعدات إلى غزة"، وأضاف "طالما حماس تحتجز أسرانا، علينا أن نظهر صلابة، وألا ندخل إلى القطاع حتى ذرة مساعدة، حتى يركعوا".
وشدد على أن "المساعدة الوحيدة التي يمكن أن تدخل إلى القطاع يجب أن تكون متسقة مع أهداف حسم المعركة: دعم الهجرة"، في إشارة إلى مواصلة حرب الإبادة الدامية على القطاع بما يشمل تهجير الغزيين قسرا من غزة.
وختم بن غفير بالقول: "هذه هي الطرق التي يجب أن نسلكها لتحقيق النصر الكامل: الحصار، الاحتلال، تحرير أسرانا بقوة السلاح. هذا هو الحسم. هذه هي اللغة التي تُفهم في الشرق الأوسط، ويجب أن تكون لغتنا إذا أردنا تعزيز الدولة اليهودية القوية للأجيال القادمة".
وأضاف في نهاية كلمته: "أدعو مرة أخرى رئيس الحكومة: ليست لدينا رفاهية التوقف، ولا رفاهية البقاء في مكاننا. لقد حانت ساعة الحسم"، فيما تزامن مؤتمر بن غفير الصحافي مع التقارير حول توتر العلاقة بين ترامب ونتنياهو والاستعدادات للإفراج عن جندي إسرائيلي أميركي من قطاع غزة بموجب مفاوضات مباشرة بين واشنطن وحركة حماس.
وعلى صلة، اعتبر وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق ورئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان أن علاقات تل أبيب مع إدارة ترامب "وصلت إلى مستوى منخفض غير مسبوق"، وذلك في مؤتمر صحافي عقده كذلك في الكنيست.
وقال ليبرمان إن "مشكلة نتنياهو الرئيسية هي أنه لا يريد إنهاء الحرب (على غزة). إنه لا يريد ولا يستطيع القضاء على حماس". وأضاف "عندما أنظر إلى علاقاتنا مع الولايات المتحدة، فقد وصلنا إلى مستوى منخفض غير مسبوق".
وتابع: "الأمر لا يتعلق فقط باتصالات مباشرة بين الولايات المتحدة وحماس، بل يتعلق أيضاً باتفاق مع الحوثيين لم نكن طرفًا فيه، وزيارة للرئيس الأميركي إلى المنطقة حيث يتخطانا، وكذلك مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران".
من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، في مؤتمر صحافي عقده اليوم الإثنين، إن "المسؤولين الأميركيين سئموا من نتنياهو"، واتهم رئيس الحكومة بأنه "أوصل مستوى التنسيق مع واشنطن إلى أدنى مستوياته".
وأشار لبيد إلى أن عدم التوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى من غزة يمثل "فشلا سياسيا لحكومة نتنياهو". وعلّق على الإفراج المتوقع عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية قائلاً: "من بقي في الأنفاق هم مواطنون إسرائيليون".
وتابع "لم يتم الإفراج عنهم لأن الحكومة الإسرائيلية لم تبرم صفقة لإطلاق سراحهم"، معتبرًا أن ذلك يعود إلى "تهرّب نتنياهو نتيجة الضغوط التي يفرضها عليه شركاؤه في الائتلاف"، وأضاف "هذا يمثل فشلًا سياسيًا، وله عواقب تهدد أمن ورفاهية دولة إسرائيل بأكملها".