الرئيس يعتبر عضوية اليونسكو اعترافا أول بالدولة
باريس: صرح الرئيس محمود عباس الثلاثاء في باريس ان الانضمام الى اليونيسكو "اعتراف أول بفلسطين"، متمنيا "ان يكون ذلك فأل خير على انضمام فلسطين الى منظمات دولية اخرى".
وقال عباس في كلمة في مقر اليونيسكو بعد حضور حفل رفع العلم الفلسطيني في مقر المنظمة الأممية "ان مشاهدة علمنا يرفع اليوم في مقر للأمم المتحدة أمر مؤثر ومصدر فخر لنا".
وقال "ان فلسطين، ارض تلاقي الحضارات (...) تولد من جديد. بالرغم من جميع الصعوبات الناجمة عن الحصار، لطالما حافظنا على تراثنا".
واكدت المديرة العامة لليونيسكو ايرينا بوكوفا من جهتها انها تريد "الايمان بأن الانضمام الى اليونيسكو فرصة لإثبات ان السلام يبنى بالتربية والثقافة".
وهذه المرة الاولى التي يرفع فيها العلم الفلسطيني في مقر منظمة للأمم المتحدة.
وقبلت عضوية فلسطين الكاملة في 31 تشرين الاول (اكتوبر) في اليونيسكو بعد تصويت للدول الاعضاء ما اثار غضب الاميركيين والاسرائيليين.
وخلال رفع علم فلسطين بث النشيد الوطني الفلسطيني داخل اليونيسكو وسط تصفيق العديد من الموفدين الحاضرين.
وهذا الانضمام سيسمح للفلسطينيين بتقديم طلبات لإدراج نحو عشرين موقعا اثريا ودينيا ضمن الإرث العالمي للإنسانية. ويرغب الفلسطينيون في ان تصبح كنيسة المهد في بيت لحم أول موقع يدرج "باسم فلسطين" في 2012.
واوقفت واشنطن على الفور تمويلها للمنظمة التابعة للأمم المتحدة. وفي الواقع يحظر قانونان اميركيان على البيت الابيض تمويل أي وكالة تابعة للامم المتحدة تقبل الفلسطينيين كدولة.
والقرار الاميركي يحرم اليونسكو من 22 % من ميزانيتها، ما يجعلها تعاني من عجز قدره 65 مليون دولار هذا العام و143 مليونا في العام 2012-2013.
وحدا ذلك بالمديرة العامة للمنظمة ايرينا بوكوفا للإعلان عن خطط توفير ضخمة رغم ان بلدانا اعلنت عن زيادة مساهماتها مثل اندونيسيا التي تعهدت بتقديم عشرة ملايين دولار والغابون مليونين.
كما ردت اسرائيل من جانبها بتدابير انتقامية شديدة من الفلسطينيين من خلال تسريع وتيرة بناء المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة وتجميد نقل الأموال الى السلطة الفلسطينية.
ورغم انضمام فلسطين الى اليونسكو، فلم يؤثر ذلك ايجابا على المسعى الفلسطيني للانضمام كدولة كاملة العضوية في الامم المتحدة اذ ما يزال يتعين على الفلسطينيين الحصول على تسعة اصوات من بين خمسة عشر صوتا هم أعضاء مجلس الامن.
وحتى اذا تمكن الفلسطينيون من ذلك فقد اوضحت الولايات المتحدة أنها ستجهض هذا المسعى باستخدام حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به باعتبارها عضوا دائما بالمجلس.
ومع ان هذا الطريق يبدو مسدودا، فإن عباس اكد مجددا في الخامس من كانون الاول (ديسمبر) ان الخطوات مستمرة في المجلس. وبعد حفل اليونيسكو من المقرر ان يلتقي عباس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل ان يتوجه بعد ذلك في جولة تشمل لندن وانقرة. وثمة حل بديل تدعمه فرنسا وهو طلب إجراء تصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة حيث يضمن الفلسطينيون الحصول على غالبية واسعة. لكن هذا الحل لن يحمل لهم سوى وضع افضل كـ "بلد مراقب غير عضو" مقارنة بوضعهم الحالي كـ "كيان مراقب".
ا ف ب